°o.O ( مون لايت ) O.o° 

الملك والساحر والغلام

في قديم الزمان، كان  هناك مَلِكٌ ظالم يستعبد الناس، وكان لهذا الملك ساحر عجوز شرير، وذات يوم قال الساحر للملك:  أيها الملك، إني قد كبرت في السن وأخاف أن أموت فلا تجد أحداً يخدمك مكاني، فابعث إليَّ غلاماً ذكياً أعلمه السحر.

 فبعث الملك إلي الساحر غلاماً ذكياً، وأمره بأن يذهب كل يوم إلى الساحر ليتعلم منه فنون السحر، وكان الغلام في طريقه إلى بيت الساحر يمر براهب يعبد الله، فجلس  عند الراهب ذات مرة، وسمع كلامه، فأعجبه، فكان إذا ذهب إلى الساحر مر بالراهب وقعد عنده، فإذا أتى الساحر ضربه لأنه يتأخر عليه.

 شكا الغلام حاله إلى الراهب، فقال الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.

وبينما كان الغلام يسير بالطريق رأى وحشًا  قد منع الناس من المرور على هذا الطريق، فقال في نفسه: اليوم أعلم هل الساحر أفضل أم الراهب أفضل.

وبينما كان الغلام يسير بالطريق رأى وحشًا

ثم أخذ الغلام حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.

ورمى الغلام الدابة بالحجر فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: يا بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ.

 وكان الغلام يشفي الأكمة  الذي ولد أعمى والأبرص، الذي بجلده مرض، ويداوي الناس من سائر الأمراض ، كل ذلك بإذن الله.

وكان للملك صديق أعمي، فلما سمع عن معجزات الغلام، أحضر له هدايا كثيرة، وقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني.

فقال له الغلام: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله؛ فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.

 فآمن الرجل فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال الملك: مَنْ رَدَّ عليك بصرك؟

 قال الرجل: ربي.

 قال الملك: وهل لك رب غيري؟

 قال الرجل: ربي وربك الله.

فأخذه الملك وظل يعذبه حتى دَلَّ على الغلام، فأحضر الجنود الغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله. فأخذ الملك الغلام وظل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك. فرفض الراهب فطلب الملك منشارًا فوضعه في مفرق رأسه فشقه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك.

فرفض، فوضع الملك المنشار في مفرق رأسه فشقه، ثم أحضروا الغلام فقال الملك له: ارجع عن دينك.

فرفض الغلام، فأمر الملك بعض جنوده وقال لهم: اذهبوا به إلى جبل كذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فألقوه.

 فذهب الجنود بالغلام، وصعدوا به الجبل، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت.

فتحرك بهم الجبل حركة شديدة فوقعوا من فوقه وماتوا إلا الغلام.

وعاد الغلام  يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

 قال الغلام: كفانيهم الله.

فدفعه الملك إلى بعض جنوده، وقال لهم: اذهبوا به فاحملوه في سفينة وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه.

فذهبوا به فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت.

فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

أجاب الغلام: كفانيهم الله.

ثم قال للملك: إنك لن تستطيع أن تقتلني حتى تفعل ما آمرك به.

 قال الملك: وما هو؟

 قال الغلام: تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام. ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.

وصلب الغلام على جذع

 فجمع الملك الناس في مكان واحد، وصلب الغلام على جذع، ثم أخذ سهماً، ووضع السهم في القوس،ثم قال: باسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغ الغلام ، فوضع يده في صدغه سهم، فمات. فصاح الناس: آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام. فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس.

فأمر الملك جنوده بحفر أخدود في الأرض، وأشعل فيه النيران وقال: مَنْ لم يرجع عن دينه ارموه فيها. ففعلوا، حتى جاءت امرأة من المؤمنين ومعها صبي لها في المهد فخافت أن يلقوها في النار،

امرأة من المؤمنين ومعها صبي لها في المهد
فأنطق الله الصبي في المهد وقال لها: ياأمه اصبري فإنك على الحق. [أصل القصة في حديث في صحيح مسلم].